​تعد محطة تحلية مياه البحر الجديدة في إمارة أم القيوين، واحدة من أكبر المشاريع المعنية بتوفير المياه المحلاة بجودة عالية وباستخدام أفضل المعايير الخاصة بالبيئة البحرية. وتمثل المحطة أحد أهم المشروعات التي من شأنها تحقيق الأمن المائي في دولة الإمارات العربية المتحدة ومستهدفات استراتيجيتها الوطنية.

وتتوافق المياه التي تنتجها وتوزعها المحطة مع مواصفات ومعايير المياه الصالحة للشرب، والصادرة عن منظمة الصحة العالمية (WHO).

تعتمد المحطة في عملها على تقنية التناضح العكسي وهي عملية معاكسة للظاهرة الطبيعة المعروفة بالتناضح، والتي تعبر عن صافي حركة انتقال جزيئات الماء عبر غشاء نصف نافذ من منطقة ذات كثافة مائية مرتفعة مثل الماء العذب إلى منطقة ذات كثافة مائية منخفضة مثل مياه البحر، أما التناضح العكسي فتنتقل تلك الجزيئات بطريقة معاكسة، أي من المنطقة ذات الكثافة المائية المنخفضة كمياه البحر إلى منطقة ذات كثافة مائية أعلى من خلال غشاء شبه نافذ باستخدام الضغط، وبالتالي يتم تنقيتها من الشوائب والذوائب الموجودة فيها.

ويبلغ إجمالي عدد الخزانات المربوطة بالمحطة 14 خزاناً، 5 منها بسعة 30 مليون جالون، و9 بسعة 20 مليون جالون، بالإضافة إلى عدد من الخزانات الأخرى على مستوى شبكة التوزيع التابعة لـ"الاتحاد للماء والكهرباء" لخدمة شتى المناطق بسعات مختلفة، حيث تبلغ سعة التخزين الإجمالية نحو 500 مليون جالون.

ويتم إنشاء الخزان وتركيبه بطريقة الصب المستمر بشكل دائري، وفق إجراءات السلامة المعتمدة في "الاتحاد للماء والكهرباء" والتي تتواءم بدورها مع أحدث متطلبات الأمن والسلامة العالمية، حيث يصل عدد الأفراد العاملين على إنشاء وتركيب الخزان الواحد إلى ما يقارب 300 عامل، ولا تتعدى فترة الإنشاء الشهر الواحد بالنسبة للأحجام الكبيرة من الخزانات.

وقد صُممت خزانات المياه التابعة لـ"الاتحاد للماء والكهرباء" لعمر افتراضي يصل إلى 60 عاماً ومن نوعيات تتطلب صيانة منخفضة ومتباعدة زمنياً خلال فترة التشغيل، وهي خزانات صديقة للبيئة وتتواءم مع أفضل المواصفات والمعايير العالمية المتعلقة بهذا المجال.

وبالنسبة لتنظيف وتعقيم خزانات المياه فهي تتم بصفة دورية من خلال الغسيل بالضغط، ولا تؤثر عملية التعقيم تلك على كمية الإنتاج أو جودة المياه حيث يتم إخراج الخزان المراد تعقيمه من الخدمة مؤقتاً حتى يتم الانتهاء من عملية تعقيمه، قبل أن يتم إعادته إلى الخدمة فوراً عقب تحليل عينة والتأكد من نتائجها.

وعملت "الاتحاد للماء والكهرباء" في السنوات الأخيرة على إعادة بناء وهيكلة خطط العمل الخاصة بها لكي تتواءم مع استراتيجية الأمن المائي لدولة الإمارات العربية المتحدة، والهادفة إلى ضمان استدامة واستمرارية الوصول إلى المياه خلال مختلف الظروف، وتشمل الخطط المشار إليها إجراءات التعامل مع التحديات المختلفة التي قد تتعرض عليها عملية الإنتاج مثل ظهور الطحالب بجوار مآخذ المياه أو ظاهرة المد الأحمر، ضمن خطط استمرارية الأعمال المعدة بالتعاون مع الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث والجهات المعنية الأخرى على المستوى الوطني، إلى جانب الاعتماد على تقنيات حديثة على المستوى الداخلي للتعامل مع مختلف هذه الظواهر مثل تعديل نظم الحقن الكيميائي والمعالجة الابتدائية في تشغيل محطات التحلية، من أجل فصل أكبر كمية ممكنة من الشوائب قبل وصولها إلى مآخذ المياه في محطات الإنتاج.

وتم مؤخراً تدشين المرحلة الأولى من المحطة الجديدة لتحلية مياه البحر بأم القيوين التي سيتم من خلالها إنتاج 50 مليون جالون يومياً، في حين تبلغ إجمالي سعة إنتاج المحطة 150 مليون جالون يومياً بعد الانتهاء من كافة مراحل المشروع والمقرر لها أن تكون خلال الربع الثالث من العام الحالي 2022.