استكشاف آفاق التعاون مع مراكز بحثية إسبانية لاستشراف حلول الطاقة المتجددة
دبي، الإمارات العربية المتحدة، 14 مايو 2025: في خطوة تعكس التوجه الاستراتيجي لدولة الإمارات نحو تعزيز ريادتها في مجال الطاقة المتجددة، نظّمت وزارة الطاقة والبنية التحتية، بالتعاون مع الاتحاد للماء والكهرباء، زيارة رسمية إلى مملكة إسبانيا، بهدف استكشاف آفاق التعاون وتبادل الخبرات مع مؤسسات بحثية مرموقة، والاطلاع على أحدث التقنيات العالمية المستخدمة في مجالي الطاقة الشمسية وتخزين الطاقة، بما يسهم في دعم مستهدفات الدولة لبناء مستقبل مستدام قائم على الطاقة النظيفة.
ترأس وفد دولة الإمارات سعادة المهندس شريف العلماء، وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية لشؤون الطاقة والبترول، والمهندس يوسف أحمد آل علي، الرئيس التنفيذي للاتحاد للماء والكهرباء، حيث جاءت الزيارة ضمن توجه مشترك بين الوزارة والشركة لتعزيز مجالات الابتكار واستشراف المستقبل، وتطوير بنية تحتية متقدمة للطاقة من خلال التعاون مع دول ومؤسسات ذات خبرات رائدة.
وتكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة بالنسبة لوزارة الطاقة والبنية التحتية والاتحاد للماء والكهرباء، كونها تأتي ضمن جهودهما الرامية إلى دعم التحول نحو مصادر الطاقة النظيفة، وتعزيز جاهزية البنية التحتية الوطنية لتبنّي أحدث التقنيات العالمية.، فيما تمثل الزيارة فرصة استراتيجية للوزارة للاطلاع على التجارب الدولية الرائدة، وبناء علاقات تعاون علمي وبحثي مع مؤسسات مرموقة، بما يدعم تطوير السياسات المستقبلية، ويرسّخ مكانة دولة الإمارات كمركز إقليمي رائد في مجالات الطاقة المستدامة والتكنولوجيا المتقدمة.
وتأتي هذه الزيارة أيضاً في إطار جهود الاتحاد للماء والكهرباء لتطوير "مجمع الشيخ سعود بن صقر للطاقة والابتكار" في إمارة رأس الخيمة، والذي يُعد من المشاريع الوطنية الرائدة في مجال الطاقة النظيفة، حيث تسعى الشركة إلى الاستفادة من التجارب العالمية في تشغيل وإدارة مراكز الطاقة المتقدمة، وتكييف التقنيات بما يتناسب مع طبيعة البيئة الإماراتية.
وشملت الزيارة عدداً من المحطات العلمية البارزة، من بينها مركز أبحاث الطاقة والبيئة والتكنولوجيا (CIEMAT) التابع لوزارة العلوم والابتكار الإسبانية، والذي يُعد من أعرق المؤسسات البحثية في أوروبا. وقد التقى الوفد بسعادة الدكتورة يولاندا بينيتو مورينو، المدير العام للمركز، حيث عُقدت جلسة ترحيبية أعقبتها عروض تعريفية تناولت اهتمامات الجانبين ومجالات التعاون المقترحة. كما جرى تنظيم جولة ميدانية في المختبرات والمرافق العلمية التابعة للمركز، للاطلاع على المشاريع البحثية والتطبيقات التقنية الحديثة.
كما زار الوفد "منصة ألميريا للطاقة الشمسية"، وهي من أكبر منشآت أبحاث الطاقة الشمسية المركزة في أوروبا، حيث اطّلع على أنظمة التخزين الحراري والتقنيات المصممة لمحاكاة الظروف الصحراوية، وهو ما يعزز فرص التعاون في تنفيذ تجارب تطبيقية ومشاريع بحثية مشتركة مع مجمع سعود بن صقر للطاقة والابتكار.
وشملت الجولة أيضاً زيارة محطة "خيماسولار" للطاقة الشمسية، وهي من أوائل المحطات في العالم التي تعتمد على تخزين الطاقة الحرارية لتوليد الكهرباء على مدار الساعة، حتى في غياب أشعة الشمس. وقد شكّلت هذه المحطة نموذجاً عملياً للاستدامة والاعتماد المستمر على الطاقة المتجددة، بما ينسجم مع رؤية الوزارة والشركة في تعزيز مساهمة الطاقة النظيفة ضمن مزيج الطاقة الوطني.
وتسعى وزارة الطاقة والبنية التحتية والاتحاد للماء والكهرباء، من خلال هذه الزيارة، إلى بناء شراكات استراتيجية مرنة مع مؤسسات بحثية رائدة، تواكب التوجهات الوطنية نحو تسريع التحول في قطاع الطاقة، وتدعم تنفيذ المبادرات الحكومية، وفي مقدمتها استراتيجية الإمارات للطاقة 2050. كما تهدف الزيارة إلى تمكين الكفاءات الفنية الوطنية من الوصول إلى أحدث المعارف العلمية والتقنية، وتوظيفها في تطوير حلول مبتكرة تسهم في تعزيز أمن الطاقة واستدامتها في الدولة.