تُعد محطة "نقاء"، أحد أكبر مشاريع تحلية مياه البحر على مُستوى العالم باستخدامِ تقنية التناضُح العكسي. تُلبي المحطة الاحتياجات المائية لحوالي مليوني ساكن في المناطقِ الشماليَّة بدولةِ الإمارات العربية المتحدة. أنشئ هذا المشروع الضخم بالتعاونِ بين كل من "الاتحاد للماء والكهرباء"، "مبادلة للاستثمار"، وشركة المرافق السعودية "أكوا باور"، وتبلغ طاقته الإنتاجية 150 مليون جالون يوميًا.
تمتد شبكة توزيع المحطة التي تم افتتاحها قبل بضعة أشهر في أم القيوين، إلى كلٍ من رأس الخيمة، الفُجيرة ودبا الفجيرة، عجمان، فضلاً عن منطقة الذيد في الشارقة، مما يضمن إمدادات موثوقة من المياه الصالحة للشرب عبر نطاق جُغرافي واسع.
وأكَّد المُهندس يُوسف أحمد آل علي، الرئيس التنفيذي لـ"الاتحاد للماء والكهرباء"، إن محطة "نقاء" تمثل أحد أهم مشاريع الشركة ذات البعد الإستراتيجي.
وقال آل علي إن المحطة تُسهم في تقليلِ الاعتماد على مصادرِ المياه الجوفيَّة ، خاصة في ظلِ ما تشهده الدولة من مُعدلات طلب مُتزايد على المياه وغيرها من الخدمات الحيويَّة، نتيجة ارتفاع مُعدلات السُكان والحاجة المُلحَّة لتلبيةِ مُقومات الاستدامة والتنمية الاقتصاديَّة.
وأكَّد الرئيس التنفيذي لـ"الاتحاد للماء والكهرباء"، أن المحطة تدعم بشكلٍ مُباشر مستهدفات مُبادرة صاحب السُمو رئيس الدولة، "مُبادرة محمد بن زايد للماء"، الأمر الذي يُؤكد بدورهِ التزام دولة الإمارات بترجمةِ أولويَّات الأمن المائي إلى مُبادرات قابلة للتنفيذِ على أرضِ الواقع، مُشيرًا إلى أن المحطة قادرة على إنتاج نحو 50 مليار جالون من المياه سنوياً، وهو ما يُكفي لخدمةِ احتياجات حوالي 2 مليون ساكن.
وأوضح آل علي أن المحطة تلعب دورًا مهمًا في تحقيقِ رؤية القيادة للأمنِ المائي في دولةِ الإمارات، وتعد جزءًا تنفيذياً ضمن الاستراتيجيَّة الوطنيَّة للأمنِ المائي 2036، مُؤكدًا أن المياه المُنتجة من المحطةِ صالحة للاستهلاكِ البشري بمُختلف صُنوفه وأشكاله. وقال: "إن الغرض من هذا المشروع هو تزويد سُكان دولة الإمارات العربية المُتحدة بمصدرٍ موثوق لمياهِ الشرب الآمنة التي تمت مُعالجتها بطريقةٍ مسؤولة. نحنُ نطبِّق إجراءات قياسيَّة صارمة للتأكدِ من أن جودة المياه المُنتجة من المحطة والمُوزَّعة على المُستهلكين، تُوافق المعايير الوطنيَّة من جهة، ومن جهةٍ أخرى مُواصفات ومعايير مياه الشرب الصادرة عن مُنظمة الصحة العالميَّة".
وأكَّد آل علي أن تقنية التناضُح العكسي هي تقنية تحلية المياه الأكثر صداقة للبيئة، حيث إنها تستخدم طاقة “أقل بكثير” مُقارنة بالطُّرقِ التقليديَّة الأخرى، مُشيرًا إلى أن التقنيات المُبتكرة المُستخدمة في المحطة مثل مُحركات التردُّد المُتغيِّر (VFD) ومُبادل الضغط (PX)، ساهمت في خفضِ مُعدلات الطَّاقة الكهربائيَّة المُستخدمة في تشغيل المحطة بنسبةٍ تصل إلى 60%.
وأوضح الرئيس التنفيذي أن شركة الاتحاد للماء والكهرباء تحرص على ربطِ الاعتبارات البيئيَّة بمُختلفِ عملياتها ومشروعاتها، من خلالِ العديد من الخطوات والمُبادرات التي تضمن حماية الحياة البريَّة والحفاظ على الرُقعة النباتيَّة. من ذلك على سبيلِ المثال لا الحصر، حرص الشركة على نقلِ أشجار الغاف قبل البدء في أعمالِ البناء.
واختتم آل علي حديثه قائلاً: "نسعى في الاتحادِ للماء والكهرباء إلى استكشافِ فُرص النُمو والتوسُّع من خلالِ توظيف التقنيات المُبتكرة والاعتماد على أفضلِ المُمارسات العالميَّة"، مُؤكدًا أن الشركة تعمل على ضمانِ تلبية الحاجات السُكانيَّة من الخدماتِ الحيويَّة، وتحقيق الكفاءة المنشودة في التوزيعِ، والإسهام بفاعلية في تحقيقِ رُؤية القيادة الرشيدة على مُستويات عدة، بما في ذلك الأمن المائي، أمن الطاقة، وإدارة ملف الحياد المُناخي.